أد ميليباند

epa02637011 Labour Party leader Ed Miliband attends the party's launch for its 'Yes' referendum campaign at the Mary Sumner House in Central London, Britain, 16 March 2011.

أد ميليباند في اجتماع انتخابي بلندن في مارس/آذار 2011 (الأوروبية)
أد ميليباند في اجتماع انتخابي بلندن في مارس/آذار 2011 (الأوروبية)

استطاع أد ميليباند تحقيق مفاجأة كبيرة بفوزه بزعامة حزب العمال في انتخابات سبتمبر/أيلول 2010 على شقيقه الأكبر ديفد وزير الخارجية في الحكومة العمالية السابقة بزعامة غوردن براون.

ورغم أن تفوقه جاء بفارق ضئيل جدا, فإنه مكنه من تزعم ثاني أهم وأكبر الأحزاب في بريطانيا بعد حزب المحافظين.

يعرف عن أد (40 عاما) توجهاته اليسارية, ولأجل ذلك حاز ثقة النقابات العمالية التي كان لأصوات منتسبيها دور حاسم في فوزه بزعامة حزب العمال خلفا لرئيس الوزراء السابق براون.

وكان براون قد استقال من قيادة العماليين بعدما خسر الحزب الانتخابات التي أجريت في مايو/أيار 2010 أمام المحافظين وذلك بعد 13 عاما في السلطة.

أد الأحمر
النزعة اليسارية لـ"أد" منحته التقدم في انتخابات العمال، وجلبت له تعاطف الحرس القديم, لكنها أغضبت عليه فئات أخرى، وأثارت منه مخاوف الطبقات الوسطى. فهذه الطبقات طفقت تثير الشكوك حول مستقبل الحزب في ظل توجه يساري سبق للقيادة السابقة للحزب أن وضعت حدا له في سنوات حكم رئيس الوزراء الأسبق توني بلير.

ووصلت حملات التشهير بيسارية "أد" حدّ إطلاق أوصاف عليه من قبيل "أد الأحمر".

وكان الزعيم الأسبق لحزب العمال توني بلير قد قاد حزبه نحو الوسط مبتعدا قليلا عن يساريته الراديكالية التي عرف بها منذ تأسيسه عام 1900، وأطلق عليه منذ 1997 حزب العمال الجديد الذي كان انعكاسا للسياسات التي طبقها بلير في فترة ما بين 1997 و2005.

لكن أد ميليباند أكد بعد فوزه بزعامة الحزب أن عهد العمال الجديد أصبح من الماضي، وهو ما عمق الشكوك لدى ناخبي الوسط في شأن سياسته الجديدة.

 لكن أد انتقد بشدة تصويره على أنه مقرب من الحركات اليسارية، وقال إن من أولوياته نزع صفة "أد الأحمر" التي ألصقت به ظلما، والتي لم يكن حتى والده الماركسي ليقبل بها حسب قوله.

أصول يهودية
ينحدر الزعيم الجديد لحزب العمال المولود بلندن عام 1969 من أصول يهودية بولندية. فأبوه المنظر الماركسي رالف ميليباند فر من بلجيكا إلى بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية على متن إحدى السفن البحرية خوفا من بطش القوات النازية. أما أمه ماريون كوزاك، فهي إحدى وجوه اليسار التقليدي في بريطانيا.

ورغم أصوله اليهودية وصداقته مع إسرائيل, فإنه انتقد حصارها على غزة، واعتداءها على سفينة مرمرة التركية التي قتل بسببها تسعة من المتضامنين الأتراك. لكنه مع ذلك يعتبر أن انتقاده لإسرائيل ينبع من صداقته معها خاصة أنه يتردد عليها كثيرا بسبب وجود أقرباء له هناك.

مسار سياسي
رغم أنه ليس لـ"أد" تجربة سياسية وحزبية كبيرة -عكس أخيه الأكبر- بحكم صغر سنه وانشغاله في بداية مشواره بالعمل الإعلامي، فإنه مع ذلك ترقى سريعا في درجات حزب العمال قبل أن يصبح زعيما له نهاية 2010.

عمل باحثا في حزب العمل، والتحق في 1993 بمكتب براون ثم أصبح فيما بعد مستشارا خاصا له ومحررا لخطاباته السياسية، قبل أن يصبح في 2005 عضوا في البرلمان.

بمجرد أن تولى براون رئاسة الوزراء في 2007, قام بتعيينه وزيرا بلا وزارة في حكومته الأولى، ثم عينه في العام التالي وزيرا لشؤون الطاقة والمناخ وهي وظيفة أقل شأنا من تلك التي كان يشغلها شقيقه الأكبر ديفد في تلك الحكومة (وزارة الخارجية).

بعد سقوط حكومة براون وصعود المحافظين, ارتقى أد إلى زعامة العماليين، وتعهد بطي صفحة الإصلاحات والتوجهات التي قادها بلير، وانتقد بشدة سياسته الداخلية وحربه على العراق، وتعهد بلملمة صفوف الحزب للعودة مجددا إلى السلطة.

المصدر : الجزيرة